الحلقه (2)
صلوا على النبى
فقالوا: "انه ليس بنبي .. ولكنه يسلك طريق الأنبياء" "
أخلاق سيدنا عمر بن الخطاب
فى موقف جميل هيورينا ان سيدنا عمر بيهتم بالناس و بيحل كمان المسائل الأسرية.
فى خلافة سيدنا عمر واحد اسمه "أُميّه" ده راجل عجوز و مراته ست عجوزة و ابنهم شاب جميل اسمه "كِلاب"، " كِلاب" كان بار جدا بأمه و أبيه و أخلاقه عالية جدا..المهم كِلاب كان نفسه يطلع يجاهد فى سبيل الله. و المفروض فى الإسلام أن الشاب اللى عايز يجاهد فى سبيل الله , لازم يستأذن أبوه و أمه (بر الوالدين أولى من الجهاد فى سبيل الله)
و فعلا أخذ كلاب اذن والديه و سافر للجهاد فى الشام. و لكن بدأ أُميّه يفتقد ابنه جدا, فأنشد أبيات من الشعر من شدة الحزن فقال: "تركت أباك مرتعشا يداه ،،، و أمك ما تسيغ لها شرابا.. فإنك والتماس الأجر بعدي ،،، كباغي الماء يتبع السرابا "
و تعب أُميّه جدا لفراق ولده فأنشد أبيات فى سيدنا عمر ("الفاروق " سيدنا عمر) و قال:
"سأستعدي على الفاروق ربا .. له دفع الحجيج الي بساق..وأدعو الله مجتهدا عليه .. ببطن الأخشبين الى دفاق
..ان الفاروق لم يردد كِلابا.. الى شيخين هامهما زواق "
- طيب سيدنا عمر ذنبه ايه يا أُميّه؟ لا أميه شايف أن عمر مسئول عن كل شئ ؛ لان من كتر تقوى وورع سيدنا عمر فالناس مولياه كل شئون حياتها. سيدنا عمر وصلته الأبيات فخاف جدا لان أُميّه بيقول سأستعدي على الفاروق ربا ! فسيدنا عمر فورا استدعى كِلاب , فكِلاب اترعب لان الخليفة استدعاه انه يجى بسرعة..فأفتكر انه غلط غلطة كبيرة.. المهم, دخل كلاب على أمير المؤمنين وقال له: "والله يا أمير المؤمنين لم أخطئ, لم جئت بي من الشام؟", فقال عمر: "يا بني اهدأ, تعال يا بني. أستأذنت أباك وأمك قبل أن تخرج الى الجهاد؟", قال: "نعم", فقال عمر:" يا بنى,كيف كنت بأبيك و أمك؟", فقال: "والله كنت أبر الناس بهما", فقال عمر: "فماذا كنت تفعل؟", قال: "كنت أستيقظ كل يوم من الفجر, فأذهب الى الشاه, فأغسل الدرع, وأحلب اللبن, و أضعه فى اناء, وأغطى اللبن ليبقى دافئا.. ثم أقف عند رأسيهما, فلا يشرب أحد حتى يشرب أبى و أمى. و أكون فى خدمتهما طوال اليوم, حتى يناما".
- فدمعت عينا سيدنا عمر, وقال: "أوهكذا كنت تفعل يا كِلاب!! يا بني بعد قليل سوف آتي بأبيك و أستتر أنت خلف هذا الستار. ثم سأجري حوارا مع أُميّه, و حين أشير إليك, اذهب انت و احلب الشاه و تعال باللبن الدافئ لتعطيه لأبيك", فقال له: "أجل سأفعل يا امير المؤمنين ".. تخيلوا من كتر بكاء أُميّه على كلاب فقد بصره.. المهم بعت سيدنا عمر لأُميّه, فراح أُميّه لسيدنا عمر و هو متأكد انه سمع الشعر اللى قاله و هيعاتبه.. فلما دخل أُميّه, سلم عليه سيدنا عمر و قال له: "يا أمية, أوتشتهي شيئا؟", فقال أُميّه: "لا", فقال له عمر: "بل تشتهى!", فقال أُميّه: لا!", فقال له عمر: "بل تشتهي !!" فقال أُميّه: "نعم يا أمير المؤمنين. والله لا أشتهي قبل أن أموت الا أن يأتي ابني كلاب, فأضمه ضما وأشمه شما"
فشاور سيدنا عمر لكلاب و راح كِلاب جاب اللبن, و طبعا امية مش شايف ابنه, فسيدنا عمر أخذ الاناء من كلاب و أعطاه لأُميّه و قال له: اشرب من الاناء, فأخذ أمية الاناء و شرب منه شوية و بعدين مكملش.. فسيدنا عمر سأله: "مالك يا أُميّه؟", فقال أمية: "لولا أني أخاف أن تظن بي الجنون, لقلت لك أنى أشم رائحة كِلاب", فبكى سيدنا عمر,وقال: "تعال يا كِلاب".. و كِلاب يجى و يحضن أبوه.. فقال سيدنا عمر لكِلاب: "يا بنى, فى أبيك و أمك فجاهد, و أبقى فى خدمتهما, حتى اذا قبض الله أرواحهما, فأفعل بنفسك ما شئت" .. و فعلا سمع كِلاب الكلام و فضل مع أبيه و أمه حتى توفاهما الله
اهل الكوفه زمان كان فى ناس منهم زى أهل حِمص بالظبط صعبين جدا , كان الوالي بتاعهم سيدنا "سعد بن أبى وقاص", و كانوا عايزين يمشوا سيدنا سعد بأي طريقه, ففي ناس من قبيلة اسمها "بني عبس", عملوا خطة و اتهموا سيدنا سعد بإتهامات, وبعتوها لسيدنا عمر, طيب ايه الإتهامات دى ؟
- التهمة الأولى: "يا أمير المؤمنين, انك وليت علينا سعد, و ان سعدا عنده عده مشكلات : فإنه لا يسير فى السرية, ولا يعدل فى القضية, ولا يقسم بالسوية, ولا يحسن يصلي!" (يعنى مش بيطلع مع الجيش عشان بيخاف على نفسه, ولما يكون فى اتنين ما بينهم خصومة مش بيعدل ما بينهم, و لما يكون فى غنائم مش بيوزعهم بالعدل, ومش بيعرف يصلي صح)
- فسيدنا عمر بعت قاضي ليحاكم سيدنا سعد و شهود ( على فكرة سيدنا عمر لما كان بيولي حد على المسلمين, كان بيقول للمسلمين: أيها الناس, وليته عليكم و ليس بخيركم, و إنما هو أجير عندكم, ما وليته ليستعبدكم و لا ليأخذ أموالكم, فمن كانت عنده مظلمة فليأتني آخذ له مظلمته من الوالي. وكان يسمى الولاة أحيانا عُمّال)
وصل القاضي لسيدنا سعد و قال له هنلف على الكوفة مسجد مسجد و بيت بيت و نسأل الناس عن رأيهم فيك.. فكل ما يعدي القاضب على ناس يسألهم: "ما رأيكم فى سعد؟" فيقولوا: "والله ما رأينا أفضل من سعد, صاحب رسول الله", و كل الناس أشادت بسعد إلا بني عبس... فدخل القاضى على بني عبس و سألهم: "ماذا تقولون فى سعد؟", فقالوا: " فآنه لا يسير فى السرية, ولا يعدل فى القضية, ولا يقسم بالسوية, ولا يحسن يصلي ". و طلع من بني عبس واحد اسمه "أسامة بن قتادة" و افترى على سيدنا سعد افتراء شديد.. فزعل سيدنا سعد أوى.
المهم, أخذ القاضي سيدنا سعد و راحوا لسيدنا عمر فى المدينة, فسيدنا عمر سأله و قال: "يا سعد, أما تحسن تصلي؟.. يا سعد كيف تصلي ؟ "فقال سعد: "والله يا أمير المؤمنين, انى أصلي بهم صلاة رسول الله, ولا أحيد عنها", فقال عمر: "انى أعلم يا سعد, و لكنى اضطر لأن أعزلك, لأن هناك من الرعية من لا يريدك و قد تحدث فتنة, (و مصلحة الرعية طبعا أهم ).. و فعلا سيدنا سعد اتعزل سيدنا سعد متظلمش لان سيدنا عمر عنده مصلحتين: مصلحة عليا و مصلحة دنيا, فسيدنا عمر كان بيفضل مصلحه الرعية و الشعب على انسان واحد و هو سيدنا سعد بن أبى وقاص..
بس زى ما قلنا ان سيدنا سعد زعل اوى من أسامة بن قتادة اللى ظلمه و افترى عليه , و وقف سيدنا سعد و دعى و قال: "اللهم ان كان عبدك هذا قد ادعى علي باطلا, فاللهم أطل عمره, و أطل فقره, و كثر ولده , و عرضه للفتن" و فعلا حصلت الدعوة دى و فعلا بلغ أسامة الثمانين من عمره, و بقى عجوز أوى, و بقى فقير جدا, و كان يمشى فى الطرقات يعاكس النساء , و ولاده كانوا كتير جدا لدرجة انه مكنش بيعرفهم.. والناس كانت تضايق منه و تستنكر تصرفاته ..ازاى تبقى كبير فى السن كده و تعاكس النساء .. فكان يرد عليهم و يقول لهم: لا تلومونى, فأنا رجل قد أصابته دعوة سعد :') .. رضى الله عن سيدنا سعد
فى عام الرمادة ( ده وقت كان كله مجاعات), كانوا على فترات بعيده بيقدروا يذبحوا شاه.. فى مرة, ذبحوا شاه و وزعوها على المسلمين, و جابوا نصيب سيدنا عمر و قدموه له فى قصعة. فقال سيدنا عمر: "ما هذا؟", فقالوا: "كل يا عمر, هذا جذور (لحم خروف)", فقال سيدنا عمر: "لا والله! بئس الوالى أنا اذا أكلت و يجوع بعض المسلمين. ابعدوا عنى هذا الطعام وأعطوه لفقراء المسلمين.. و يطلب انه ياكل حتت خبز و معاهم حبه زيت" رضى الله عن سيدنا عمر وأرضاه
سيدنا عمر كان زاهد جدا.. لما تم فتح بلاد الفرس, و اتأسر الهرمزان و هو من كبار قادة الفرس, و دخل الى المدينة و حواليه الصحابة عشان يتفاهم مع سيدنا عمر, فدوروا على سيدنا عمر مش لقيينه.. ف وهما ماشيين فى الشارع لقوا ولاد بيلعبوا, فسألوهم هل شافوا سيدنا عمر ولا لأ, فردوا و قالوا : "أجل, انه فى المسجد, يتوسد برنسا" (يعنى فارش عباية فى الأرض و نايم فى المسجد). فدخلوا المسجد و معاهم الهرمزان, فلما شاف الهرمزان سيدنا عمر نايم على الأرض قال: "ما هذا؟", فقالوا: "أمير المؤمنين؟", فقال: "أين حراسه؟" فقالوا: "ليس له حراس", فقال: "أين حجابه؟ أين عبيده؟" فقالوا: "ليس له حجاب ولا عبيد", فقال الهرمزان:" والله هذا ما ينبغى أن يكون بشرا, هذا ينبغى أن يكون نبيا", فقالوا: "انه ليس بنبي ولكنه يسلك طريق الأنبياء" رضى الله تعالى عنه وأرضاه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] |